تخطى سعر صرف الدولار عتبة الـ 45 ألف ليرة لبنانية في السوق السوداء، بالرغم من المؤشرات التي كانت تدل على إنخفاضه أو أقله إستقراره بسبب الموسم السياحي الواعد، ورقم المغتربين المرتفع الذي دخل إلى البلد.
ورأت مصادر إقتصادية مطلعة لـ"النشرة" بأن "السبب الحقيقي لإرتفاع سعر صرف الدولار في مكان آخر غير العرض والطلب"، لافتة إلى أن "هناك من يشتري الدولار من السوق السوداء بكميات كبيرة، وهذه الجهة هي المصرف المركزي مباشرة أو عبر المصارف".
وبالرغم من أن عوامل هذه الأزمة المستمرة منذ العام 2019، لفتت المصادر إلى "عامل المضاربة الكبير في السوق، خاصة وأن هناك زحمة عند الصرافين لبيع الدولار بسبب كمية الدولار الكبيرة التي دخلت البلاد في موسم الأعياد".
وأوضحت أن "مصرف لبنان يعمل على شراء الدولار إما لأجل خطة الكهرباء كما حصل سابقاً أو من أجل رفد إحتياطي المركزي من العملات الصعبة بالدولار، وذلك لضمان الاستقرار المالي في المدى المنظور، وكي يستطيع تأمين إحتياجات لبنان من الخارج من الأدوية وغيرها من المواد الأساسية".
وأكدت المصادر الإقتصادية أن "الأزمة مستمرة، ويمكن أن ينخفض الدولار بحال تدخل المركزي أو أي عوامل أخرى، إلا أن هذا التدخل سيبقى محدودا ولفترة محدودة كما حصل في تدخله سابقاً، ودولار السوق السوداء سيبقى في منحى تصاعدي حتى إقرار إصلاحات جذرية وبنيوية".
ولفتت المصادر إلى "تأثير الأزمة السياسية على الشق الإقتصادي، نظراً لأن الاصلاحات لا يمكن اقرارها من دون رئيس جديد للجمهورية ومن دون حكومة كاملة المواصفات تواجه هذه الأزمة بقرارات إصلاحية تعيد الثقة الى الليرة اللبنانية، وحتى ذلك الحين سيظل الدولار يسجل أرقاماً قياسية جديدة".